واللذة الروحية التي تفوق كل لذة وكل أنس، وبواسطتها يستمد العون من الله تبارك وتعالى القائل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ, الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} 1.

والصلاة في الحرب اسمها صلاة الخوف ولها صفتان:

الصفة الأولى: في حالة اشتداد الخوف وازدياد الوطأة على المسلمين بحيث لا يتمكنون من أدائها على صفتها العادية جماعة, فيصلونها كيفما كانوا وحيثما كانوا متجهين أو غير متجهين على الراحلة أو مترجلين قائمين أو قاعدين بالجسم أو بالطرف.

والصفة الثانية: في حالة المرابطة، وتؤدى جماعة على النحو الآتي:

يقسم المقاتلون إلى قسمين، قسم يبقى مواجهًا للعدو، وقسم يصلي مع الإمام نصف الصلاة الأول، فإذا كانت الصلاة ركعتين يبقى الإمام قائمًا إثر الركعة الأولى ويتم الذين صلوا معه لأنفسهم الركعة الثانية ثم ينصرفون ليحلوا محل إخوانهم في مواجهة العدو وتجيء الطائفة الأخرى فيصلي بهم الإمام الركعة الباقية، ثم يثبت في مكانه وتتم هذه الطائفة الركعة الثانية بحيث يسلم بها الإمام.

أما إذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية فالفاصل بين الطائفة الأولى والثانية يكون عند التشهد.

قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا, فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015