"يا خالد عليك بتقوى الله وإيثاره على من سواه، والجهاد في سبيله والرفق بمن معك من رعيتك، فإن معك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل السابقة من المهاجرين والأنصار، فشاورهم فيما نزل بك، ثم لا تخالفهم"1.
ولعل أوضح ما يصور حرص المسلمين على نقاوة الجيش وطهارته، وإيمانهم بأن الصلة وثيقة بين تقوى الله والنصر على الأعداء، رسالة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص.. جاء فيها: "أما بعد يا سعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم يكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله، وأنتم في سبيل الله، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه العون على عدوكم، أسأل الله تعالى ذلك لنا ولكم.
وترفق بالمسلمين في سيرهم ولا تجشمهم سيرًا يتعبهم، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم حتى يبلغوا عدوهم، والسفر لم ينقص قوتهم فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامي الأنفس والكراع.. وأقم بمن معك في كل جمعة يومًا وليلة حى تكون لهم راحة يحيون بها أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم، ونح منازلهم عن قرى أهل الصلح فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه"2.
وللتقوى مظاهر، أهمها: الصلاة، والتوجه إلى الله بالدعاء.
أ- الصلاة في الحرب:
إن من الأسباب النفسية التي تؤثر في الدفع نحو النصر اللجوء إلى الله بالصلاة والاستعانة بالصبر فالصلاة واحة المؤمن وراحة باله، بها يجد الأنس