الظهور، ولا تقتلوا هرمًا ولا امرأة ولا وليدًا"1.
وكان للجيش الإسلامي نداءات خاصة، يصدرها القادة للجند، فكانوا إذا تهيئوا للقتال نادى القادة: "النفير، النفير" وهي علامة الاستعداد للهجوم. وإذا أرادوا ركوب الخيل نادوا "الخيل..الخيل" وإذا أرادوا أن يترجلوا نادوا "الأرض الأرض".
والنداء الغالب الذي يبعث في النفس الحماس والإقدام هو نداء "الله أكبر، الله أكبر" وكان الزبير بن العوام يقول وهو مقدم على القتال: "إني أهب نفسي لله وأرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين"2.
وقال سعد بن أبي وقاص لرجاله:
"إذا سمعتم التكبير فشدوا شسوع نعالكم، فإذا كبرت الثانية فتهيئوا، فإذا كبرت الثالثة فشدوا النواجز على الأضراس واحملوا"3.
2- التقوى:
كانت التقوى طابعًا مميزًا للجيش الإسلامي ولا غرو ففيها تسمو النفس وتترفع عن الصغائر وتتعالى عن المطالب القريبة، وبها تزداد العزيمة وتقوى الشكيمة وتشتد الإرادة، وتلتهب الحماسة. وهي الطريق الممهد للسعادة القلبية، والرباط المتين بين الجندي في ساحة الشرف وبين الله رب العباد الذي بيده النصر يهبه لمن يشاء، ولا يضيع أجر المحسنين.
وكان صلى الله عليه وسلم: "إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا"4.
وقد بعث أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- إلى خالد بن الوليد سيف الله المسلول على الأعداء رسالة توصية يقول فيها: