والوعاظ وإرسالهم إلى القرى والبوادي للإرشاد والتعليم فقام بكل ذلك خير قيام وكان الشيخ قائمًا مع وظائفه هذه بنشر العلم والتدريس فأخذ عنه خلق كثيرون.
كان مهيبًا وقورًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر بعيدًا عن مفاتن الدنيا وبقي على هذه الطريقة إلى أن توفاه الله يوم السبت سنة 1378 هـ عن واحد وتسعين عامًا فحزن الناس لموته وصلوا عليه بالمسجد الحرام ودفن بمقابر العدل.
هو الشيخ الفاضل العالم محمد جميل بن عمر بن محمد بن حسن الشطي. ولد بدمشق في 18 صفر سنة 1300 هـ آخر سنة في القرن الثالث عشر الذي عني بتاريخه. نشأ في حجر والده الشيخ عمر وقرأ مبادئ العلوم على عمه الشيخ مراد ثم على الشيخ أبي الفتح الخطيب. وأخذ الفقه والفرائض عن والده ثم عن عمه الشيخ أحمد الشطي وتلقى طرفًا من الحديث عن العلامة الشيخ بكري العطار وعن العلامة الشيخ بدر الدين الحسني المغربي وحضر دروس الشيخ جمال الدين القاسمي وغيره من علماء دمشق. وطالع بنفسه بعض كتب التفسير والحديث والفقه والفرائض وانتفع بها واستجاز بعض الشيوخ فأجازوه بما تجوز لهم روايته لفظًا وخطًّا.
ولع بالأدب والتاريخ ولما يتجاوز الخامسة عشرة فكتب نثرًا ونظم شعرًا وكانت باكورة أعماله رسالة في تراجم بني فرفور سماها (الضياء الموفور) جمعها