الأستاذ الفاضل صاحب المناقب السنية الشيخ حسن الشطي (?) شيخ الطائفة الحنبلية فأخذ عنه الفقه والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية، وبعد أن نهل وتعلم، عاد إلى وطنه فاستقام فيه مدة ثم كثرت هناك المشاغب والاحن فعزم على المفارقة، وأمّ مدينة نابلس وبها سكن وكان ذلك عام 1287، فرحل إليه الطالبون وانتفع به الراغبون وكان كثير الاعتناء بتلامذته ولا سيما المبتدئ منهم، وكانت إقامته في مدرسة الجامع الصلاحي الكبير وهو دمشق الأخلاق حلو الشمائل حسن المذاكرة جيد التعبير والتقرير، أخذت عنه البلاد الحجازية والشامية علم الحديث رواية ودراية، ورزق الحظوة والجاه فوق النظائر والأشباه، وقد أثنى عليه كل من لقيه وعرفه في العلم والورع والتمسك بطريقة السلف ومن مصنفاته كتاب (المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب الإمام أحمد) و (بغية النساك والعباد في البحث عن ماهية الصلاح والفساد) و (هداية الراغب وكفاية الطالب) مرتب ترتيب أبواب البخاري و (الأجوبة الدرية في دفع الشبه والمطاعن الواردة على الملة الإسلامية) و (الأجوبة العلية على الأسئلة الرافعية) في علم التوحيد و (وطوالع الأنوار البهية) جوابًا عن خمسين مسألة في العلم المذكور و (الرحلة الحجازية) أودعها الأبحاث الشريفة التي كانت تقع بينه وبين العلماء في رحلته المدنية، وله من الرسائل المختصرة شيء كثير، وفي سنة 1318 زار بيت المقدس الخليل ثم رحل إلى المدينة المنورة وانتفع به خلق كثيرون في الفقه والحديث وكان تدريسه هناك وظيفة معلومة كان المترجم فيها خلفًا للمرحوم الشيخ محمد خطيب دوما (?)، وكان في موسم الحج من كل سنة يحج ويؤدي المناسك الشريفة، وربما زار وطنه في خلال ذلك فتهزه نسمات العود والرجوع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015