ولم يزل على حالته الحسنة يتردد بين المدينة المنورة ووطنه المذكور إلى أن كانت وفاته بنابلس وهو يصلي الجمعة في الجامع الكبير الصلاحي في اليوم العاشر من المحرم سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، وشيعت جنازته من الغد وصلي عليه في الجامع المذكور بجمع حافل، وكان يومًا مشهودًا ودفن في مقبرة نابلس، بجوار العلامة الشهير الشيخ محمد السفاريني ورثاه جماعة من أهل العلم ومنهم الشيخ منيب هاشم مفتي الديار النابلسية حيث قال في مرثيته:

الله أكبر فالمصاب تناهى ... والدين ثلمته استطار عناها

شمل البلاءُ العالمين فلا ترى ... نفسًا ولم تك زعزعت أحشاها

فاليوم مات الحجة العلمُ الذي ... لدلائل التحقيق شاد بناها

علامة العصر المدققُ والذي ... بسنائه فلق الدروس سناها

هو عابد لله أخلص قصده ... من آل صوفانٍ يجلُّ تقاها

يا طالما انتفع الأنام بفضله ... وروت من الإرشاد عنه مناها

فلتبكه بقع الدروس فيا لها ... من روضة أرجت به أرجاها

ولتبك نابلس على طود مضى ... قد كان مصدرَ نفعها ورجاها

أسفًا على ذاك الجمال فإنه ... فيه كمالات الزمان نراها

أسفًا على ذاك الجلال وهيبةٍ ... كان الزمان لعزها يخشاها

فالله يعظم أجرنا ويعمه ... بالفضلِ في دارٍ يدوم هناها

ويضاعف الأجر الجزيل لآله ... والمسلمين ففقده أعياها

الشيخ محمد بن محمود (?)

هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015