بالوفاة إلى رحمة ربه في يوم الجمعة خامس عشر رجب سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة بلده بعد أن أوصى وصية مطولة رحمه الله تعالى.
أحمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الدمشقي، مفتي الحنابلة بدمشق وأحد علمائها الأعلام القائمين بإفادة الخاص والعام، العالم الكبير المحدث الفقيه الفرضي الحيسوبي الثبت الحجة الصالح التقي. ولد ليلة السبت رابع عشري صفر سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، ونشأ في حجر والده الإمام المقدمة ترجمته (?) على أحسن تربية وأتمّ أدب، وكان لوالده ميل إليه ونظر عليه، وقد قرأ القرآن وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي، ثم لازم دروس والده من حديث وفقه وفرائض وحساب ومساحة ونحو وغير ذلك، وبه انتفع وتخرج، واستجاز له والده من علماء عصره كالحلبي والكزبري والعطار والطيبي والتميمي نزيل دمشق فأجازوه، وروى عنهم حديث الرحمة بأولية حقيقية، واستجاز من الشيخ أحمد البغال والشيخ قاسم الحلاق وغيرهما، ولازم بعد وفاة والده الشيخ عبد الله الحلبي فحضر دروسه، ولما توفي والده سنة 1274 قدم للتدريس في مكانه فدرّس في محراب الحنابلة من الجامع الأموي في محفل عظيم من علماء دمشق، وكلهم اثنى عليه وشكر همته، وكان حلو التقرير حسن التعبير طلْقَ اللسان واستمر يدرس به في رمضان إلى وفاته، وأما دروسه ودروس أخيه الخاصة في دارهما فكانت شائقة للغاية، بحيث إنها قد