علي المنصور الكرمي (?)

هو الشيخ العالم الفاضل الفقيه. ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف في بلدة طور كرم إحدى قرى نابلس، فقرأ القرآن على الشيخ محمد الطياح، ثم تاقت نفسه إلى طلب العلم فرحل إلى دمشق وهي إذ ذاك مأهولة بالعلماء، فأخذ فقه الحنابلة عن الأستاذين الفاضلين الشيخ إبراهيم الكفيري والشيخ حسن الشطي، ولازم هذا الأخير مدة طويلة كان في آخرها معينًا له على بياض تآليفه التي منها (مختصر الغاية) و (مختصر عقيدة السفاريني)، وأخذ عنه علم الفرائض حيث كان منفردًا به، وأخذ بقية العلوم عن أجلاء شيوخ ذلك العصر مثل الشيخ سعيد الحلبي والشيخ حامد العطار والشيخ الكزبري والشيخ الطيبي وغيرهم، ولما دخل إبراهيم باشا دمشق أخذه من المدرسة المرادية وأدخله في سلك العسكرية كغيره من أبناء نابلس، ولكنه لم يدخل جنديًا بل امتحنته لجنة في الخطّ والحساب، ولا وجدته فائقًا فيهما عين ملازمًا ثانيًا، وتوجه مع الجيش وحضر وقعة "نزب" (?) المشهورة، وبعد أن انتهت تلك الفتنة رجع مع الجيش إلى مصر، وكان وصل إلى رتبة (قول آغاسي)، فلما وصل الجيش إلى الرملة هرب منه راجعًا إلى بلده، ثم إلى دمشق حيث أكمل تحصيله، وصار أمينًا ووكيلًا للشيخ سعدي السيوطي مفتي الحنابلة، ومتولي الجامع الأموي مدة طويلة، ثم رجع إلى بلده فكان مرجعًا للحنابلة في بلاد نابلس، وتولى القضاء هناك مرارًا كان فيها مثال العدل والحق إلى أن انتقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015