تزيد على عشرة دروس في كل يوم وليلة ويجتمع عليهما العدد الكثير من الطلبة، وكان صاحب الترجمة يقرئ في الحديث والفقه والفرائض والحساب والنحو، وكان درسه جم الفوائد مقبولًا، ولم يؤلف شيئًا ومع ذلك فكانت له حواش نفيسة على بعض كتب الفقه والفرائض، وقد أخذ عنه وانتفع به خلق كثيرون ولا سيما من نجد ونابلس ودوما ورحيبة وغيرها وهم علماء العصر ورجاله، وفي سنة 1273 وجه عليه تدريس أدرنه في حياة والده، وفي صفر سنة 1288 وجهت له فتوى الحنابلة عن المرحوم سعيد السيوطي (?) المقدمة ترجمته، بمرسوم من قاضي دمشق حسب العادة القديمة فتصدر وأفتى ونفع في حوادث شتى، وجمع بعض فتاويه فجاء رسالة صغيرة. وفي سنة 1295 ولي نيابة محكمة العونية بمحلة العمارة. ولما توفي الشيخ محمد البرقاوي قاضي الحنابلة ولي القضاء في مكانه ثم عزل عنه أو ألغي القضاء من أصله في حادثة الشيخ الطنطاوي مع بني الصلاحي وهي دعوى معروفة (?). وكان ترك له أخوه فرضية البلدية (?) في دمشق لما ولي القضاء في راشيا فاستقر بها وبالفتوى إلى وفاته وكان عليه وعلى أخيه تولية الجامع المظفري المعروف بجامع الحنابلة وتولية المدرسة البذرائية وتدريسها وكان مرجعًا في المشكلات وعمدة في المعضلات. وبالجملة فقد كان حسنة من حسنات الدهر.
وكانت وفاته فجأة عقب نزوله من وادي الغزي قرب الربوة وذلك ليلة الاثنين ثاني عشري صفر سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، ودفن بتربة الذهبية بدمشق.