الأصل الدمشقي الكرخي نسبة إلى الولي المشهور الشيخ معروف الكرخي، وهذه النسبة مستفيضة في بغداد معروفة لبني الشطي حتى الآن ولهم فيها آثار ومآثر منها جامع القزازة الحاوي على مقبرة عظيمة قديمة وأغلب آل شطي مدفونون بها، وهو الآن بيد بني البرزنجي من أسباطهم هناك، وقد انقرض الذكور منهم بالطاعون سنة 1227، وكان آخرهم الحاج إسماعيل شطي المتوفى سنة 1229 وكان قيل ذلك في حدود سنة 1180، ورد منهم إلى دمشق تجارًا كل من والد صاحب الترجمة الحاج محمود جلبي والحاج عمر جلبي والحاج خضر جلبي أولاد الحاج معروف جلبي وابن عمهم الحاج عبد الفتاح، فنزلوا في ديارهم المعروفة بهم قرب المدرسة البدرائية بدمشق وتجارتهم في خان اسعد باشا العظم بسوق البزورية، ثم نشأ صاحب الترجمة في صيانة وورع، وكان من العلماء العاملين والأولياء الكاملين عابدًا ناسكًا مجتنبًا للشبهات مشتغلًا بأنواع القربات، مشهورًا بالصلاح والتقوى بحيث كان مثال الورع في دمشق، مولده بدمشق سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، ونشأ في حجر والده المتوفي سنة 1201 ثم بعد ذلك بقي المترجم عند والدته مع أخويه الأكبرين الحاج أحمد والحاج محمد إلى أن بلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة، وكان إذا ذاك قد حفظ القرآن الكريم وبرع في العلوم، وقد قرأ في الفقه على العلامة الشيخ مصطفى الرحيباني الشهير بالسيوطي، ومن مقروآته عليه شرحه الذي صنفه على كتاب (غاية المنتهى)، وأخذ التفسير والحديث عن الشمس محمد الكزبري والشهاب أحمد العطار والنحو والصرف وغيرهما من الآلات عن الشيخ عبد القادر الميداني، وأخذ عن غيرهم من شيوخ دمشق. ثم أكب على العبادة والتلاوة مشتغلًا بالتجارة مع أخويه مع الورع والتقوى، وقد اشتهر أمرهم وامتدحوا بقصائد غراء، منها قصيدة بديعة مذيلة بنثر لطيف من إنشاء العلامة الشيخ