من عظم رأسه , فهلا إذ ظننت أنى لا آكله , ظننت أن العيال يأكلونه؟! وان كان بلغ من نبلك أنك لا تأكله , فان عندنا من يأكله , أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح , ومن الساق والعنق؟ انظر أين هو؟ قال: والله ما أدرى أين رميت به! قال: ولكنى أدرى , انك رميت به في بطنك , والله حسيبك! ".
وبعد هذه الاستراحة التي كان لابد للمسافر منها ليدفع عن نفسه السأم والملل والفتور , ويستنهض بها الهمة في القيام بواجب السير إلى الله .. وبعد هذه الترويحات الكثيرة .. آن له التأهب للسير مرة أخرى والاستعداد للانطلاق في طريق الوصول إلى الله حاملا زاده ومتاعه ومتوكلا على الله ومستعينا به وحده في قطع المراحل التالية متذكرا قول ربه - سبحانه وتعالى - " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين " (العنكبوت: 69).