ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: معاتبة الأخ خير لك من فقده.
وقال بعض الحكماء: طلب الإنصاف من قلة الإنصاف.
وقال بعض السلف: " لا يزهدنك في رجل حمدت سيرته وارتضيت وتيرته , وعرفت فضله وبطنت عقله , عيب خفى تحيط به كثرة فضائله , أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله ".
ولا أعدمك (أحرمك) النصيحة .. قد يكون هذا الصاحب زوجتك أو والدك أو شقيقك أو شقيقتك حتى وان كان ابنك أو بنتك .. وعندها يصير الامر أقوى .. لأن المعاشرة وطول الصحبة والتطبع بطباع السفر من لوازم هذا الطريق .. ولكن كما ذكرت لك على قلب واحد , لأن الخلاف كله شر والطريق مشغلة والانشغال عنها مهلكة , فلا تصاحب الا موافقا كي لا يزيد ويكثر الخلاف ويضيع الطريق.
رفقة الطريق: قد ذكرت لك أنه صاحب .. ولم لا يكونون صحبة؟
قال سبحانه " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ " (الفتح: 29).