ويأتي "صحيح مسلم" مكافِئاً أو مقارباً لصحيح البخاري. وله مؤلّفات كثيرة متعلّقة بالحديث وعلومه.
وبجانب هذه الكتب وهؤلاء الأعلام، يوجد أصحاب السّنن مثل: أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والدارمي، والدارقطني، وغيرهم، الذين حفظ الله بهم سُنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وعلى الدّعاة إلى الله: أن يتعرّفوا عليهم، ويتزوّدوا من مؤلّفاتهم، ممّا يساعد على نمو معارفهم، واتّساع ثقافتهم، ونجاح دعْوتهم.
أمّا عن مصادر الثقافة الأخرى، فهذا موضوع المحاضرة القادمة -إن شاء الله-.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2 - مصادر الثقافة الإسلامية (2)
الحمد لله، تفضّل على هذه الأمّة بدِين هو خير الأديان، وشرع لها من الأحكام ما يُحقِّق لها التّقدّم في كلّ زمان ومكان.
والصلاة والسلام على أشرف الخلْق وخاتم الرسل، والمبعوث رحمة للإنس والجان، وعلى آله وأصحابه الذين فقهوا دين الله فكانوا أئمة الهدى وأعلام التّقى لجميع الأمم والأوطان. أما بعد:
"الشريعة" في اللغة:
المذهب والطريقة المستقيمة، وشرعة الماء أي: مورد الماء الذي يُقصد للشرب. وشرْع أي: نهج واضحٌ بين المسالك، وشرَع لهم يشرع شرعاً، أي: سنّ.
وفي الاصطلاح:
هي: ما شرعه الله لعباده من أحكام، وهذه الأحكام تُسمّى "شريعة" باعتبار وضعها وبيانها واستقامتها، وتُسمَّى "دِيناً" باعتبار الخضوع لها وعبادة الله بها، وتُسمَّى "مِلّة" باعتبار إملائها على الناس.
ب- خصائص الشريعة الإسلامية:
تنفرد الشريعة الإسلامية بخصائص تتميّز بها وأحكام لا نظير لها، وتتمتّع بالاستقلالية التامة، وتصوغ عقل الأمّة في العقائد والعبادات والمعاملات بفكر