والجعفيّ: نسبة إلى اليمان الجعفي الذي شرف الله المغيرة جدّ الإمام البخاري بالإسلام على يديه، فانتمى إليه بولاء الإسلام.

وقد أراد الله لمدينة بخارى -بولاية أوزبكستان الآن، إحدى الجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي ثم استقلت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي- أن يرفع ذِكْرها، ويخلّد اسمها بمولد ونشأة الإمام البخاري فيها.

والإمام البخاري علَم الأعلام في الحديث، جَدّ في طلَبه وارتحل في سبيله، والتقى بحفّاظ عصره في خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر.

وتألّقت شخصيته في سماء المجد وشرف الانتساب لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابه "الجامع الصحيح المسنَد المختصر من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيامه"، والذي اشتهر باسم: "صحيح البخاري".

وهو الكتاب الذي قال فيه العلماء بحق أنّه أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى. وقد ظل يعمل في جمْعه ستة عشر عاماً، وقد أخرجه من ستمائة ألْف حديث. وقد استنبط العلماء -كالحازمي وابن حجر- شروط البخاري التي وضعها في اختيار أحاديثه، ومنها:

اتّصال السّند، إسلام الرّاوي، عدالته وضبطه، وأن يكون صادقاً غير مدلِّس، وأن يكون الراوي من الدرجة الأولى عادة، وقد يروي عن رجال الدرجة الثالثة في الغالب تعليقاً على حديث.

رابعاً: الإمام مسلم: مولده عام 206هـ، وتوفّي عام 261هـ، عن عمر يُناهز خمسة وخمسين عاماً.

وهو: أبو الحسن بن الحجّاج بن مسلم القشيري النيسابوري، نشأ شغوفاً في طلَب العلْم ورحل في سبيله إلى خراسان، والرّي، والعراق. والتقى بالإمام أحمد بن حنبل، ثم سافر إلى الحجاز، ومصر، وروى عنه خلْق كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015