فلم يُبيّن القرآن الكريم كيف ومتى نصلِّي؟ وما هي عدد الركعات، وأنواع الصلوات؟ ولو يوضِّح أنصبة الزكاة، وأنواعها، وكيفيّة إخراجها، وكذلك الصوم، وسائر العبادات؛ فجاءت أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله تفصِّل وتوضّح ما أجمله القرآن الكريم.

2 - تخصيص السّنّة لعموم القرآن، سواء في مجال العبادات أو المعاملات، ومن ذلك في الصلاة: قال تعالى في الوضوء لها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}؛ فأوجب النص غسْل تلك الأعضاء عند كلّ صلاة، فجاءت السّنّة وأجازت صلاة أكثر من فريضة بوضوء واحد ما لم يُحدِث الإنسان.

وفي الأمر بقصْر الصلاة: قال تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}؛ فالآية عامة في قصْر جميع الصلوات، فجاءت السّنّة النبوية فاستثْنَت صلاة الصبح والمغرب من القصْر، وعدم جمع صلاة الصبح.

وفي الزكاة جاء النص مُطلقاً في زكاة النقديْن والزروع، فجات السُّنّة فخصّصت وحدّدت النِّصاب.

وفي الصوم جاء النص عاماً في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، ولم تُبيِّن الآية كيف كان مكتوباً عليهم، فجاءت السّنّة فبيّنت بداية الصوم ومنتهاه.

وفي المطعومات جاء النص في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ... } فشملت الآية تحريمَ كلِّ ميتة أو دم، فجاءت السُّنّة فخصّصت من الميتة: السمك والجراد. وخصّصت من عموم الدّم: الكبد والطحال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015