وسائل الإقناع، وإن لم يتزوّدوا بشتّى أنواع العلوم والمعارف، فإنّ زمام التوجيه سيُفلت من أيديهم، ويتولاّه قومٌ تربّوْا على الثقافة والفكر الغربي، ورضعوا لِبان العلمانية والإلحاد، فأضاعوا البلاد وأفسدوا العباد. ولهذا قيل عن ثقافة الدّعاة، وعن جوب الاهتمام بتكوينهم لمواجهة كلّ ألوان الغزو الفكري: "إن الدّاعي يبدأ من حيث تنتهي كلّ التخصصات"؛ ولذا فإن تنمية عقله، وغذاء فكره، وتكوين شخصيته، وبلوغ الغاية المرجوّة من دعوته ترتكز وتؤسَّس على مصادر الثقافة الإسلامية التي تنفرد بالتكامل والإحاطة والشمول، وتتميّز بالاستقلال التام عن روافد الثقافات الأخرى التي انقطعت صِلتُها بوحي السماء ورسالات الأنبياء.

وهذه المصادر هي:

أوّلاً: القرآن الكريم.

تعريفه لغة: "القرآن": مصدر على وزن "فعلان" -بالضّم- كغُفران وشُكران. تقول: قرأتُه قرْءاً، وقراءة، وقرآناً، بمعنى واحد، أي: تلوْتُه تلاوةً.

وقد جاء استعمال "القرآن" الكريم بهذا المعنى المصدري في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}.

تعريفه في الاصطلاح: هو كلام الله المُنزَل على رسوله -صلى الله عليه وسلم- المُتعبَّد بتلاوته، المُعجِز بآياته، المُتحدَّى به الإنس والجن.

أسماء القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم أسماء كثيرة أطلقها الله -سبحانه وتعالى- عليه، غير أنّ أشهرها وممّا صار يُعرف به هو: {الْقُرْآن}. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015