ج- أن لا تمتدّ يدُ مسلم إلى أخيه المسلم، أو إلى ذمِّيٍّ أو مُعاهَد بقتْل أو سلْب مال وانتهاك عِرض، قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}.
د- أنّ ثقافة الإسلام تقوم على السماحة واليُسر، وعدم التّشدّد والغلوّ في الدِّين من غير دليل شرعي؛ فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنّ الدِّين يُسْر لا عُسْر، ولن يُشادّ أحدٌ الدِّين إلاّ غلَبهُ؛ فسدِّدوا، وقاربوا، وأبشروا ... )) الحديث.
وقد روى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، قالت: ((ما خُيِّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمريْن إلاّ اختار أيْسرَهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبْعدَ الناس منه. وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِنفسه في شيء قط، إلاّ أن تُنتَهَك حُرمةُ الله، فينتقم بها لله تعالى)).
ففي هذا الحديث الشريف: تحديد لحدود السماحة واليُسر وضوابطهما، وتصحيح للاعتقاد الخاطئ الذي يُروِّج له البعض مِن أنّ السماحة والتيسير معناهما: الانفلاتُ من قيود الدِّين وحدود الشرع، والتكاسل على أداء الطاعات، والتساهل في القيام بالعبادات، والاندفاع نحو رغبات النفس، والأخذ من ثقافة الآخرين دون تمحيص لها، تحت مقولة: "إن الدِّين يُسرٌ لا عسر".
هذه بعض معالم وملامح الثقافة الإسلامية.
أثر الحضارة والثقافة الإسلامية على العالَم:
أولاً: أعادت الإنسانيةَ إلى فِطرتها، وعرّفت البشرية بخالِقها.