ثانياً: جذور الثقافة الأوربية ونشأتها:
الحضارة الأوربية الحديثة بِمكوِّناتها الحضارية والثقافية، ترجع إلى جذور الحضارة اليونانية والرومانية القديمة، مع بقايا النصرانية التي لا تَمُتّ بصِلة إلى الدّين الحقّ المنزَل على عيسى -عليه السلام-، وإنما ترجع إلى تعاليم بولس الرسول. ولكي نقف على جذور ومعالم الحضارة الغربية الحديثة ومكوّناتها الثقافية وأخلاقها الاجتماعية، نُلقي نظرة موجزة على تلك الحضارتيْن:
أولاً: الحضارة اليونانية القديمة:
تُعتبر بلاد اليونان مهْد الحضارة الأوربية القديمة وشرياناً رئيسياً لنهضتها المادية المعاصرة. ولقد اتّسعت تلك الحضارات وامتدّت ثقافتُها لتشمل المستعمرات اليونانية في أوروبا، ومصر، وفلسطين، وسوريا، وآسيا الصغرى وسواحلها. ومِن أشهر المُدن التي كانت مَنبع الحضارة اليونانية القديمة:
1 - مدينة أسبرطة:
والتي برز دورها منذ القرن التاسع قبل الميلاد، حينما وُضع دستور يحدّد العلاقة بين أفراد المدينة، كما وُضعت القوانين التي تنظِّم المجتمع الأسبرطي، وتجعله مجتمعاً عسكرياً. ثم ما لبث أن دبّ الخلاف بين أسبرطة وأثينا، فانتصرت عليها وورثت حضارتها.
2 - مدينة أثينا:
وهي المدينة اليونانية الثانية التي ورثت مجْد أسبرطة، وانتصرت على الفرس عام (491 ق. م). وقد تشكّلت ثقافتها على أيدي فلاسفة اليونان كسقراط،