روى الإمامان البخاري ومسلم قولّ الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصدق! فإنّ الصِّدق يهدي إلى البِرّ، وإنّ البِرّ يهدي إلى الجنة. وما يزال الرجُل يصدُق ويتحرّى الصِّدق حتى يُكتب عند الله صديقاً. وإيّاكم والكذب! فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجُل يكذب ويتحرّى الكذِب حتى يُكتب عند الله كذّاباً)).
2 - الصّدْق خُلُق من أخلاق الأنبياء يجب أن يتحلّى به الدّعاة.
فهو من الصفات التي يجب أن يتّصف بها الأنبياء، لأنهم الأمناء على وحْي الله، المُبلِّغين لشرْعه؛ ولذلك جبَلَهم الله على الصِّدق منذ طفولتهم وقبل تنزّل الوحي عليهم، قال تعالى: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}.
ولقد اشتهر -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة بأنه الصادق الأمين، قال تعالى: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}.
ولقد تخلّق صحابة الرسول -صلى الله الله عليه وسلم- بالصِّدق، والوفاء بالعهد، والثّبات على الحقّ، فقال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}.
والعلماء والدّعاة هم ورثة الأنبياء، وحمَلة رسالتهم والمبلِّغون عنهم، ولا سيما الأمّة الخاتِمة التي شرُفت بتحمّل أعظم أمانة وأشرف رسالة، فينبغي أن يتحلّوْا بالصِّدق، ويكونون في أقوالهم وأفعالهم مرآةً صادقة لِما يأمرون به ويدْعون إليه، قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}.