فجحد بنو إسرائيل اسم الإسلام، وأطلقوا على ما صنعته أيديهم كلمة اليهوديَّة، وكذلك عيسى -عليه السلام-، جاء بالإسلام كشأن سائر النّبِيِّين، وأقرَّه الحواريُّون وتابعوه على ذلك، قال تعالى:

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة:111].

فجاء بنو إسرائيل، كما هو شأنهم في الَّتحريف والتَّغيير؛ فأطلقوا على أنفسهم نصارى، وعلى دينهم النصرانيَّة والمسحيَّة.

ولقد أنكر القرآن الكريم ما اختلقوه من أسماء، وأمرهم أن يرجعوا إلى الاسم الَّذي اختاره الله وهو الإسلام، قال تعالى:

{وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:125 - 126].

وقد نفى القرآن الكريم إلصاقَ كلمة اليهوديَّة والنصرانيَّة، بأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- قال تعالى:

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:67 - 68].

فالآيتان تُفيدان أنَّه -عليه السلام- ما كان يهوديَّاً ولا نصرانيَّاً، وما كان من المشركين الَّذين زعموا ذلك، وأوضح السياق القرآني الكريم أنَّ أحقَّ النَّاس بإبراهيم -عليه السلام- هم الَّذين اتَّبعوا ملَّته من البشر، عقب تتابع القرون، ثم جاءت الإشارة الواضحة للرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولأمَّة الإسلام، وهذا النَّبيّ، وهذا ما دعا به إبراهيمُ وإسماعيلُ -عليهما الصَّلاة والسَّلام- واستجاب الله دعاءهما، في قوله -تعالى-:

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015