ولأهميَّة قضيَّة الإيمان بالغيب، في عقيدة المسلم؛ فقد ذكرت في القرآن الكريم كلمة الغيب ومشتقاتُها في ستة وخمسين موضعاً.
والإيمان بالغيب يشمل الأمور التَّالية:
1 - الإيمان بالملائكة:
من دعائم الإيمان وأركانه: التَّصديق بوجود الملائكة، والمقصود به الاعتقاد الجازم بأنَّ لله ملائكة، وهم موجودون ومخلوقون من نور، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون به، وأنهم قائمون بوظائفهم الَّتي أمرهم الله بالقيام بها، فهم نوع من مخلوقات الله، يجب الإيمان بهم، وبالاعتقاد في وجودهم، وبما ورد في حقِّهم من صفات وأعمال، في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وفي سنة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من غير زيادة ولا نقصانٍ ولا تحريف".
قال تعالى:
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177].
وفي الحديث الَّذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في حديث جبريل، حينما سأل الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الإيمان، فقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((أَنْ تُؤْمِنَ: بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).
فوجود الملائكة ثابت بالأدلة القطعيَّة، من الكتاب والسنة فمن ينتقص قدرهم أو ينكر وجودهم كافر بإجماع الأمة، قال تعالى:
{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:98].
قال تعالى:
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً}