ثانياً: التَّحريف، كتحريف ألفاظ الأسماء والصفات، بزيادةِ أو نقصِ أو تغييرِ الحركات الإعرابيَّة، كما يفعلُه بعضُ المتصوِّفة، بتقطيع لفظ الجلالة أو تحريفه عند الذِّكر، أو حمل اللَّفظ على معنىً فاسدٍ، لم يُعهد به استعمالٌ في اللُّغة العربيَّة.
ثالثاً: تعطيل بعض الصِّفات، أو إنكارُ قيامِها بذات الله -عز وجل-، وذلك بجحد أسمائه وصفاته، كتعطيل معاملة الله -عز وجل- بترك عبادة، وكتعطيل المصنوع من صانعه، كمن قال بقدم المخلوقات، وجحد أنَّ الله خلقها.
رابعاً: التَّكييف، وهو تعيينُ كيفيَّة الصِّفات وإثباتُ كنهها.
يقول الإمام الشَّوكاني -رحمه الله-: "إنَّ مذهب السلف من الصَّحابة والتَّابعين، هو إيراد أدلة الصفات على ظاهرها، من دون تحريفٍ لها ولا تأويل متعسف لشيء منها، ولا تشبيه ولا تعطيل يفضي إلى التَّأويل".
ولقد حدَّد الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أسماءَ الله تعالى، فجاء في "الصَّحيحين" عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسماً، مائةً إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنَّة، إنَّه وِِترٌ يُحبُّ الوِتر)).
أمَّا الصفات التَّي وردت في الكتاب والسنة، فهي نوعان:
الأولى: صفات ذاتيَّة، التَّي لا تنفك عن الذَّات، كالنَّفس والعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والوجه والكلام والقدم والملك والعظمة والعلو والغِنى والرحمة.
الثانية: صفات فعل، وهي ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته، كالاستواء والنُّزول والمجيء والعجب والضَّحك والرِّضا والحبِّ والكره والسُّخط، والفرح والغضب والمكر والكيد والمقت.