هذا هو الأساسُ الأول، من الأسس التَّي قامت عليها الدَّعوة إلى الله.
2 - توحيد الله -سبحانه وتعالى-:
إنَّ الإيمان بوجود الله -عز وجل- يقتضي العلم والاعتراف والإقرار، بأنَّ الله إلهٌ واحد في ذاته، لا شريكَ له في صفاته وأفعاله، قال تعالى:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1 - 4].
فتوحيد الخالق -سبحانه وتعالى- هو القضيَّة الجوهريَّة، والرَّكيزة الأساسيَّة، لرسالتَّ الأنبياء جميعاً، قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النَّحل:36].
وتوحيد الله يتحقَّق بأمرين:
الأمر الأول: نفيُ الألوهيَّة عن غير الله، وذلك بأن يعتقدَ العبدُ بأنَّه لا يستحق الألوهيَّة ولا شيئاً من العبوديَّة أحدٌ من الخلق، لا نبيٌّ مرسل ولا ملك مقرب، ولا كائن من كان.
الأمر الثاني: إثبات الألوهيَّة لله تعالى، وتفرُّده بالوحدانيَّة واختصاصه بالعبوديَّة، وعدم مشاركة أحد في أسمائه وصفاته، ولقد ذكر القرآن الكريم الآيات الدالة على وحدانيته، وساق ذلك في استدلالٍ عقليٍّ ومنطقيٍّ مقنع بالحجة والبرهان، ومن ذلك:
أ- أخبر الحقُّ -سبحانه وتعالى- أنَّه لو وُجد شريكٌ معه في الألوهيَّة؛ لبطل نظامُ هذا الكون.
قال تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا