وأنَّ الدماغ مركز التَّحكُّم الرئيسيّ في الجسم، حيث يستقبل المعلوماتِ الواردةَ من أعضاء الحسِّ، عمَّا يجري داخل الجسم وخارجه، ويُحلِّلها بسرعة، ويُرسل الرَّسائل الملائمة، الَّتي تنظم حركة الجسم ووظائفه.

ويقوم الدِّماغ -أيضاً- يتخزين المعلومات الخاصَّة بالخبرات السَّابقة، مما يُساعد الشَّخص على التَّعلُّم والتَّذكر، كما أنَّه يُعَدُّ مصدراً للأفكار والأمزجة والانفعالات، هذا هو تعريف أو تقرير الأطبَّاء عن مستقرِّ العقل، وأنه في الدِّماغ.

غير أنَّ القرآن الكريم -وهو كلامُ الله المعجز، الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه- يذكر أنَّ القوة العاقلة في الإنسان، تستقرُّ في القلب، ومستقرُّه الصَّدر، قال تعالى:

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف:179].

فقد أسندت الآيةُ الفقه والفهم والتَّدبر للقلوب.

قال تعالى:

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].

فقد أشارت الآية إلى أنَّ القلوب هي الَّتي تعقل، وأنَّ مكانها في الصَّدر.

وقال تعالى:

{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].

ففي هذه الآية، توضيحٌ: أنَّ عدم التَّدبر والتَّفكر، يكون بسبب ما يرينُ على القلوب، ويجعلُها مغلقةً كأنَّ عليها أقفالاً تحول دون تفهُّم القرآن الكريم وتدبُّر آياته، قال تعالى:

{كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14].

وذكر الحق -تبارك وتعالى- أنَّ الختم بالكفر يكون على القلب، قال تعالى:

{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:7].

كذلك من أعمال القلب الخطأ والصواب، قال تعالى:

{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب:5].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015