3 - فائدة الصّبْر:

الصّبر يخلق في الإنسان تريّث العقل، فلا يندفع ويتسرّع في الحُكم على الأشياء. ويُؤدِّي إلى اطمئنان القلب، فلا يتزلزل في مواطن الشّدّة، ولا يجزع عند البلاء. ويُضفي على النفْس الصفاء والهدوء والثبات، فلا يُعكِّر صفْوَها كدرُ الحياة ومتاعب الدنيا. ويولِّد الأمل والرّجاء والتفاؤل وانشراح الصدر وثبات الجأش. الصبر يدفع الإنسان لوضع الأمور في مواضعها بعقل واتّزان، يأخذها بحكمة وثاقب نظَر، وسداد رأي، وتبصرة بالعواقب، وتحسب للنتائج.

4 - نتائج فقدان خُلُق الصبر:

الإنسان الذي تخلو أخلاقه من فضيلة الصبر يتّسم بالتّسرّع والاندفاع، ممّا يُؤدِّي به إلى التهلكة، بسبب اتخاذه لقرارات رعناء، ومواقف متعجِّلة غير مدروسة، ممّا يُؤدِّي لليأس والقنوط، والتحيّر، والعجز عند مواجهة الشدائد. كما أنّ الشخص الذي يفتقد خُلُق الصبر يعيش في توتّر عصبي وقلق نفسي، حينما يواجه خبراً أو موقفاً طارئاً؛ فهو سريع الانفعال، شديد الغضب، يتّسم بالتضجّر وعدم التّحمّل، ممّا يحمل بين ثناياه آثاراً ونتائج غير محمودة العواقب.

مجالات الصّبر وميادينه

للصبر مجالات كثيرة في ميادين الحياة التي تتطلّبه؛ ومن ذلك:

أولاً: ضبط النفْس وحبْسها عن الضيق والحزن عند حلول المصائب، كموت عزيز، وفقدان مال، أو ضياع متاع، أو مرض عضال، أو تعطل حاسّة من الحواسّ.

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015