شروط إصدار الفَتوى وآداب المُفتي والمُسْتفتي

وقد وَضع الفقهاء شُروط المُفتي، وهو: الشَّخص الذي يَتولّى الإفتاء.

والشروط التي يَجب أن تَتوافر فيه هي:

الشرط الأوّل:

الإسلام: وهذا شرْط جَوهريّ وأساسيّ ومَنطقيّ؛ فإن غير المسلم، أياً كان عِلْمه، فلا يُؤتمَن على الإسلام. ويَتحقّق الإسلام بالإقرار بأركان الإسلام والإيمان، كما جاء في حديث جبريل -عليه السلام-، وأن لا يَقوم مَن يَطلب الإفتاء بأعمال تُخلّ بالإسلام، أو تُنقص من المُروءة، وأن لا يُشتَهر عَنه أنه من أرباب البِدع والخُرافات، أو ممَّن يُشاع عن فِكره: الزَّندقة، والعلمانية، والإلحاد.

الشرط الثاني:

البُلوغ والعَقل: يَجب أن يَكون المُتصدِي لرسالة الإفتاء ذا عَقل ناضِج، وفِكر ثاقِب، ورأي حَصيف، يَستطيع من خِلاله أن يَجمع الأدلّة، ويُرجّح بين الآراء، ويستنبط الأحكام؛ ولذلك كان مِن شرط التكليف: أن يكون المسلم بالغاً عاقلاً، ولا يكفي أحدُهما بدون الآخَر. وما عُلم عن أحد جلَس للإفتاء قبل البلوغ. قد يروى الحديث وهو دون البلوغ، لأن هذا يعتمد على الحفظ وقوّة الذاكرة، كمن يجيد حفْظ القرآن وهو دون العاشرة، أمّا الإفتاء، فيقوم على الفهم الدقيق، وإدراك معاني الشريعة، والوقوف على حِكمها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015