ولكي نقف على أهمّيّة وجود الدّاعية المفتي، والعالِم المُجتهد، فينبغي أن نقف على حقيقة التقليد وموقف الإسلام منه.
تعريف "التقليد" في اللغة:
مأخوذ من قولهم: "قلّد الرجُل المَرأة تَقليداً"، أي: جَعل القِلادة من عُنقها. ومنه قول الشاعر:
قلَّدوها تمائِماً ... خَوْف واشٍ وحاسِد
ومنه تَقْليد الهَدي، إذَا جَعل له شعاراً يُعْرف به أنه هَدي، فيَمتَنع الناس عَنه.
ويقال: "قلَّد السلطانُ فُلاناً للعَمل"، أي: فوضه إليه، فكأنه جَعله قِلادة في عُنقه.
ويقال: "قلَّد البَعير" إذا جعل في عُنقه حَبلاً يُقاد به.
ويقال: "قلَّد القِردُ الإنسانَ" إذا حاكاه في حَركاته وتَشبّه به.
وممّا تقدّم، يتَّضح أنّ المَعنى اللّغوي للتَّقليد، يُستَعمل في عِدّة معانٍ:
منها: الإحاطة بالعُنق، ومنها: الشِعار والعَلامة، ومنها: التَّفويض، ومنها: المُحاكاة والمُشابهة.
تعريف "التَّقليد" اصطلاحاً:
عُرّف بعِدّة تَعريفات، منها:
1 - اتّباع الإنسان لغَيره فيما يقول أو يفعل، مُعتقداً للحَقِّية فيه، من غير نَظر وتأمّل في الدليل، كأنّ هذا المُتتبِّع جعل قَول الغَير أو فِعلَه قِلادة في عُنقه.
2 - قَبول قول الغَير بلا حُجَّة ولا دَليل.