ومن خلال ميادين الدّعوة إلى الله، يستطيع الدّعاة أن يحملوا أصحاب المال ورجال الأعمال على استثمار أموال الزكاة وصدقات التطوع في مشاريع يعود خيرُها ونفعُها على الجهات المستحقّة للزكاة، والتي ذكَرها القرآن الكريم: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
إنّ على الدّعاة واجباً شرعياً وفرْضاً دينياً لإبراز الفكر الإسلامي في مجال النشاط الاقتصادي، وسوف يُسألون أمام الله إن هم قصّروا أو تقاعسوا عن هذا الميدان.
ج- النظام السياسي في الإسلام:
الإسلام نظام يشمل كلّ ما يتعلّق بالإنسان، ولا يوجد جانب من جوانب الحياة البشرية ليس للإسلام فيه رأي، ولا تخلو نصوص القرآن والسُّنة من تشريع يحفظه ويصونه وفْق شرْع الله.
وإنّ النظام السياسي في الإسلام له مكانة متميّزة؛ فقيام الدولة بسلطاتها: التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، تحظى بين ظلاله بالعناية والرعاية، وكمال التشريع الذي يتلاءم مع الفِطرة، ويتوافق مع سُنن الله في العلاقات الاجتماعية التي توجب قيام نظام يصون العقيدة ويحمي الحريات في إطار ما شرَعه الله، ويُحقِّق العدل والأمن للأمة. ولا يمكن بحال من الأحوال فصْلُ الدِين عن الدولة، ولا إبعادُ نُظُم الله عن توجيه دفّة الأمور.
والحُكم في الإسلام ليس غاية في حدِّ ذاته، ولا مطمعاً يتنافس الناس عليه، ويتصارعون ويتقاتلون للوصول لسدّتِه، وإنّما هو وسيلة لتحقيق الأهداف التالية: