وقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}.
2 - حدّد الإسلام طبيعة العلاقة بين الرجُل والمرأة، وأنها لا تقف على مجرّد العلاقات الجنسية فقط، كشأن الذكورة والأنوثة في عالَم الكائنات الأخرى التي تقتصر العلاقة على لحظة مباشرة التلقيح فقط، ثم يمضي الذّكر والأنثى كلّ إلى حال سبيله، وقد يلتقيان في مرعىً واحدٍ أو على مورد ماء مشترَك فيتلاطمان ويتصارعان، وقد يركل ذكر الحيوان الأنثى التي لقّحها وحملت منه، فيُسقط ما في بطنها وهو لا يدري أن ما في أحشائها هو ابنه؛ وهذا ما آلت إليه العلاقة بين المرأة والرجل في الحضارة الغربية، حيث اقتصرت العلاقة بينهما على إرواء الشهوة الجنسية، ولو بعيدة عن أُطُر الزواج، ولو تعدّدت العلاقة مع أكثر من رجُل في وقت واحد، ممّا أدّى إلى اختلاط الأنساب، وإضعاف الصِّلات، وجعلها تتوقّف على مرحلة القوّة والفحولة للّرجل والأنوثة والجاذبية للأنثى. أمّا ما وراء ذلك من مراحل العمر المتقدّمة، فقد تنقطع صِلة كلّ منهما بالآخر، وأحياناً كثيرةً لا يعرف الرّجل أين مصير ابنه من ثمرة اللقاء المحرّم، وقد يتزوج من ابنته وهو لا يدري.
أمّا الإسلام العظيم، فقد حدد الهدف من تكوين الأسرة، فقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقد حدّد الإسلام العلاقة الفِطرية بين الرجل والمرأة، وجعَلها لا تتمّ إلاّ داخل إطار زواجٍ مشروع، مكتملٍ الأركان والشروط قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.