الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
إنّ تاريخ الإسلام، العظيم بأحداثه الهائلة، وأحواله المتغيِّرة بين قوّة وضعف، وارتفاع وانخفاض، وانتصارات وهزائم، ما ينبغي للدّعاة إلى الله أن يتجاهلوا وقائعه، أو أن يغمضوا الأعين عن نوازله؛ ولكن يجب عليهم أن يكونوا على بصيرة ووعْي بحركة التاريخ، يلِجون أبواب عصره، ويقرؤون ما بين سطوره، ليستلهموا منها الدروس والعِبَر، ولِيُبَصِّروا المسلمين بحقائق التاريخ الإسلامي. ويمكن للدّعاة أن يتتتّبعوا تاريخ الإنسانية عموماً والإسلام خصوصاً من خلال مناهج وأساليب البحث التالية:
أولاً: قواعد المنهج العلّمي لدراسة التاريخ:
المنهج في دراسة التاريخ يعني: القواعد والشروط التي يجب مراعاتها عند معالجة أي حدث تاريخي. وتتناول هذه الشروط: الكاتبَ -أو المتكلِّم نفسه-، والمصادرَ التي يَستمِدّ منها معلوماته.
ويمكن استخلاص سمات، أو أصول، أو قواعد هذا المنهج في النقاط الآتية:
1 - استخدام الأدلّة والوثائق، بعد التأكّد من صحّتها.
2 - حُسن استخدام الأدلّة والوثائق، وذلك باتّباع التنظيم الملائم للأداة، مع تحرير المسائل وحُسن عرْضها.
3 - الإيمان بكلّ ما جاء في القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهّرة الصحيحة، ومن ذلك: الإيمان بالغيب، والجزاء، والقضاء والقَدَر، وردّ كل ما خالف ذلك.