التعريف الموجَز بأئمّة الفقه

نشأ الفقه الإسلامي في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فلقد كان -عليه الصلاة والسلام- هو المرجع الأول في الفتوى، مستنداً إلى ما يتنزّل عليه من آيات الذّكْر الحكيم، وبما يبلّغه أصحابه من أقوال وأفعال. وكان -صلى الله عليه وسلم- يُقرّ بعض أصحابه على ما فهموه من أدلّة الكتاب والسُّنّة أو من خلال اجتهادهم في حدود ما شرعه الله. وقد برز من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- مَن تفقّهوا في الدِّين وبأحكام الشريعة وكان لهم القدرة على الفهم والاستنباط، فكان يُرجع إليهم عند طلب الفتوى. ولقد توزع الصحابة مع الفتوحات وتفرّقوا في الأمصار، وأخذ عنهم العلْم كبارُ التابعين؛ فتكوّنت في الأمصار الإسلامية المدارس الفقهية التي تستند كل منها لصحابي أو أكثر.

وقد عُرف بالفتيا في مسائل الفقه الإسلامي أعلامُ التابعين فكانوا نجوماً متلألئة في العواصم والمدن الإسلامية.

ولقد اشتهر بالفقه عدد كبير من الصحابة، منهم الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، والسيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-. كما اشتهر من التابعين: الفهقاء السبعة بالمدينة، وهم: أبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسلمان بن يسار.

بعد عصر فقهاء التابعين، ظهر في العالَم الإسلامي تلاميذهم، وهم فقهاء تابعي التابعين. وقد بدأ في هذا العصر ظهور الأئمة المجتهدين الكبار الأربعة، وتكوّنت مذاهبهم الفقهية ومدارسهم الفكرية. وهم على الترتيب التالي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015