يقول: ((اللهم كما حسّنت خَلقي حسن خُلقي))، ومعلوم أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يدعو إلا بما يحبه الله ويقربه منه.

ثامنًا: مدح رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- بحسن الخلق، فقال عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، والله تعالى لا يمدح رسوله إلا بالشيء العظيم مما يدل على عظيم منزلة الأخلاق في الإسلام.

تاسعًا: كثرة الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع الأخلاق، أمرًا بالجيد منها ومدحًا للمتصفين به، ومع المدح ثواب، ونهيًا عن الرديء منها، وذم المتصفين به ومع الذم العقاب، ولا شك أن كثرة الآيات في موضوعات الأخلاق يدل على أهميتها، ومما يزيد في هذه الأهمية أن هذه الآيات منها ما نزل في مكة قبل الهجرة، ومنها ما نزل في المدينة بعد الهجرة؛ مما يدل على أن الأخلاق أمر مهم جدًّا لا يستغني عنه المسلم، وإن مراعاة الأخلاق تَلزم المسلم في جميع الأحوال؛ فهي تشبه أمور العقيدة من جهة عناية القرآن بها في سوره المكية والمدنية على حدٍّ سواء.

خصائص الأخلاق في الإسلام

ويتميز نظام الأخلاق في الإسلام بجملة خصائص؛ منها: تفصيل الأخلاق وشمولها في الوسيلة والغاية، وارتباطها بمعاني الإيمان والتقوى ووقوع الجزاء فيها، وسنبين هذه الخصائص بإيجاز إن شاء الله تعالى.

أما التعميم والتفصيل في الأخلاق: فقد دعا الإسلام إلى الأخلاق الكريمة دعوة عامة؛ من ذلك قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199) وقوله سبحانه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015