يعني: أن حسن الخلق ركن الإسلام العظيم الذي لا قيام للدين بدونه، كالوقوف في عرفات بالنسبة للحج؛ فقد جاء في الحديث الشريف: ((الحج عرفة)) أن ركن الحج العظيم الذي لا يكون الحج إلا به هو الوقوف في عرفات.
ثالثًا: من أكثر من يرجح كفّة الحسنات يوم الحسنات يوم الحساب حسن الخلق، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق)).
رابعًا: المؤمنون يتفاضلون في الإيمان، وأفضلهم في الإيمان أحسنهم أخلاقًا، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))، وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن أكمل الناس إيمانًا قال: ((أحسنهم خُلقًا)).
خامسًا: إن المؤمنون يتفاوتون في الظفر في حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقربهم منه يوم القيامة، وأكثر المسلمين ظفرًا بحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرب منه من حسنت أخلاقهم، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)).
سادسًا: إن حسن الخلق أمرٌ لازم وشرط لا بد منه للنجاة من النار والفوز بالجنة، وإن التفريط بهذا الشرط لا يغني عنه كل عمل صالح حتى الصلاة والصيام، ففي الحديث أنه قيل: يا رسول الله فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: ((لا خير فيها، هي في النار)).
سابعًا: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو ربه بأن يحسِّن خلقه، وهو ذو الأخلاق الحسنة، وكان يسأل الله أن يهديه إلى أحسن الأخلاق، صحّ بذلك الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- فكان إذا قام من الليل قال: ((اللهم اهدني لأحسن الأخلاق؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيّئها، فإنه لا يصرف عني سيئها إلا أنت))، كما كان