ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: انطلق فحج مع امرأتك)). فالاستطاعة في حق المرأة مشروطة بالشروط المذكورة في حق الرجل، وتزيد عليه أن يصحبها زوج أو محرم؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- المرأة أن تسافر وحدها.

والمحرم هو: من يحرم على المرأة أبدًا كالأب والابن، والأخ وابن الأخ وابن الأخت، ونحوهم مما حرم الله علي النساء، كما ذكر ذلك في كتابه، ومتى تحقَّقت الاستطاعة في حق المسلم أو المسلمة؛ وجب المبادرة بالحج من العام نفسه؛ فإن الحج في أرجح أقوال العلماء واجب على الفور لا على التراخي؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة وتعرض الحاجة))، والله سبحانه يقول: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} (لقمان: 34)، والزمان أكبر شاهد على ضرورة التعجل بالحج؛ ففي كل عام تتغير القوانين وتزيد التكاليف، فالسعيد الموفق من عجل بتبرئة ذمته بأداء فريضة ربه {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

هذا؛ وإن للحج فقهًا يُعرف من كتب الفقه إن شاء الله تعالى، لكننا نقول: إن الحج كعبادة الله -سبحانه وتعالى- فرضها الله على المسلمين المستطيعين كما بينا في هذه العبادة فوائد عظيمة، بيّنها العلامة السعدي -رحمه الله- فقال: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الحجّ أحدُ أركان الإسلام ومبانيه العظام، وأن من حج البيت فلم يرفث، ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وكل هذا في الصحيحين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015