المسلمون كلهم على صيامه وتهون المشقة باشتراكهم في الصيام، فإن الاشتراك في العبادة له نفع عظيم، ومساعدة جسيمة، ولله في العبادات حكم وأسرار ولطف كبير، ولله الفضل وله الحمد والشكر والثناء الحسن الجميل.

الركن الرابع بعد الصلاة: الحج

الرابع من العبادات: الحج:

قال الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران: 96، 97)، فالحج ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائضه كما هو مشهور في حديث ابن عمر: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة إلا إله الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا)).

ومن رحمة الله -تبارك وتعالى- بعباده المؤمنين أنه لم يوجب عليهم الحج إلا مرة واحدة في العمر واشترط لوجوب الحد الاستطاعة؛ فقال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، فالحج واجب على كل مسلم بالغ عاقل حرٍّ مستطيع، وتتحقق الاستطاعة بأمن الطريق والصحة، وملك النفقة التي تكفيه لذهابه وإيابه؛ شريطة أن تكون فاضلة عن حاجته وحاجة من تلزمه نفقتهم، من امرأة، وولد، وخادم، ونحو ذلك.

ويُشترط في حق المرأة أن تكون مستطيعة أن يصحبها زوج أو محرم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يخلونّ رجل بامرأة إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015