وعن بريدة الأسلمي قال: ((خرجتُ ذات يوم لحاجة؛ فإذا أنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يمشي بين يدي، فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعًا فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلي يكثر الركوع، والسجود فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتراه يرائي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فترك يدي من يده، ثم جمع بين يديه فجعل يصوبهما، ويرفعهما، ويقول: عليكم هديًا قاصدًا، عليكم هديًا قاصدًا، عليكم هديًا قاصدًا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه)).
وعن عبد الله بن عمرو قال: ((ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجال يجتهدون في العبادة اجتهادًا شديدًا؛ فقال: تلك ضراوة الإسلام وشرته، ولكل ضراوة شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى اقتصاد وسنة فلام ما هو، ومن كانت فترته إلى المعاصي فذلك الهالك)).
وعن مقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ما ملأ آدمي، وعاء شرًّا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))، وعن جابر بن سمرة قال: ((كنت أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا))، وعن أبي هريرة أراه رفعه قال: ((أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما)).
وعن حُميد الحميري، وهو ابن عبد الرحمن قال: لقيت رجلًا صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- كما صحبه أبو هريرة قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله"، وعن ابن مسعود قال: "الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة"، وعن أبي بن كعب قال: "عليكم بالسبيل، والسنة فإنه ليس من عبد على سبيل، وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار، وإن اقتصادًا في سبيل، وسنة خير من اجتهاد في إضلال".