فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الله))، الله يمنعني منك. كما وعده ربه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة: 67) فقال: الله يمنعني ويعصمني؛ (فسقط السيف من يد الأعرابي فأخذه وقال للأعرابي: من يمنعك مني؟ فقال الأعرابي: يا محمد، كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله قال: لا، ولكن أعاهدك ألا أحاربك، وألا أكون مع قوم يحاربونك فعفا عنه -صلى الله عليه وسلم- وأطلق سراحه)).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((قلت: يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد)) نحن نعلم من سيرته -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد أنه وقع في حفرة فشج وجهه، وكسرت رباعيته، وسال الدم على وجهه عليه الصلاة والسلام فكأن عائشة ترى أن هذا أمرًا عظيمًا، وأذًى كبيرًا، فتسأله -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ هل أوذيت أكثر من ذلك؟ هل ابتليت أكثر من ذلك؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((لقد لقيت من قومك -يعني: لقد لقيت منهم كثيرًا، آذوني كثيرًا- وكان أشد ما لقيت يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب)) مكان بين الطائف ومكة لما ذهب إلى الطائف، ودعاهم إلى الإسلام فأبوا عليه، ثم لم يسكتوا عنه بل سلطوا صبيانهم، ونساءهم فرموه بالحجارة من الشوارع فوق الأسطح.
قال: ((فرفعت رأسي فإذا ظلة من السحاب قد أظلتني، وإذا جبريل يقول: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، وقد سمع قول قومك لك، وما ردوا به عليك، وقد أرسل إليك ملك الجبال لتأمره بما تشاء فتكلم ملك الجبال فقال: يا محمد، إن ربك قد سمع قول قومك لك، وما ردوا به عليك، وأنا ملك الجبال أمرني أن أفعل ما تشاء فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، وقال: لا إنما بعثت