{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (النساء: 163)، وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الشورى: 3)، وقال سبحانه: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} (الشورى: 13)، قال الرازي في تفسير هذه الآية: المراد شرع لكم من الدين دينًا تطابقت الأنبياء على صحته.
وقد بي َّ ن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدين القيم الذي فطر الله تعالى الناس عليه هو دين الإسلام، فقال - عليه الصلاة والسلام-: ((ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أوينصرانه، أويمجسانه)). ولم يقل أويسلمانه؛ لأنه يولد مسلمًا، قال القرطبي -رحمه الله-: وهذا قول عامة السلف أن دين الفطرة هو دين الإسلام.
كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن العهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى من بني آدم هو أن يعبدوه لا يشركوا به أحدًا، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا لو كانت لك الدنيا كلها أكنت مفتديًا بها، فيقول: نعم، فيقول الله تعالى: قد أردتُ منك أيسر من هذا وأنت في صلب أبيك آدم، ألا تشرك بي شيئًا ولا أدخلك النار وأدخلك الجنة، فأبيت إلا الشرك)).
وقد نزل آدم - عليه السلام - إلى الأرض وكان نبي ًّ امكلمًا وأعلمه الله - سبحانه وتعالى - من أول ساعة نزل فيها أنه سيأتيهم الهدى من الله - عز وجل - فمن اتبع هذا الهدى فاز ونجا، ومن أعرض عنه خاب وخسر قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا * وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ