رابعًا: صرف الهمة إلى مشكلات العقل المعاصر، والاشتغال بقضايا العقيدة الكبرى مثل وجود الله تعالى وتوحيده، والنبوة، والحياة الآخرة، والقدر.
خامسًا: الاستفادة من ثقافة العصر وخصوصًا في ميادين العلوم البحتة كالفلك والطب والفيزياء وغيرها؛ لتأييد قضايا العقيدة وتثبيتها، كما فعل ذلك كثير من المؤلفين في زماننا من الأجانب والمسلمين، كمثل صاحب العلم يدعو إلى الإيمان، وأصحاب الله يتجلى في عصر العلم، وصاحب قصة الإيمان، ومؤلف الله والعلم الحديث، والإسلام يتحدى.
سادسًا: أن يتبنَّى طريقة السلف في وصف الله تعالى بما وصف به نفسه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وهي الطريقة التي انتهى إليها أساطين علم الكلام من الأشاعرة وغيرهم، مثل أبي الحسن الأشعري في (الإبانة)، والغزالي في (إلجام العوام عن علم الكلام)، والفخر الرازي في (أقسام اللذات)؛ حيث يقول فيه: لقد تأملت المناهج الفلسفية، والطرق الكلامية فلم أرها تشفي عليلًا، أو تنفع غليلًا، ورأيت خير الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5)، وأقرأ في النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: 11)، ومن جرب مثل تجربتي عرَّف مثل معرفتي.
ومن أهم ما ينبغي للداعية أن يدرسه دراسة وعي وهضم النظام الإسلامي، أو نظام الإسلام، أو المذهبية الإسلامية، أو فلسفة الإسلام، ونُعنى بهذا دراسة الإسلام خالصًا غير مشوب، متكاملًا غير مجزأ، وحتى نفهم الإسلام فهمًا صحيحًا يلزمنا أن نهتم بهذه النقاط، أن نحذر كل الحذر أن يزاد في النظام الإسلامي، ويلصق به ما ليس منه من رواسب الديانات السابقة، وثنيَّة أو محرفة، وشوائب النِّحَل، والمذاهب شرقية وغيرها، وأن يحذر أن ينقص منه ما