واديه، فيرتوي ويروي. وقد صور النبي -صلى الله عليه وسلم- ما بعثه الله به من الهدى والعلم وموقف الناس من الاستفادة منه والإفادة به تصويرًا بليغًا معبرًا؛ فيما رواه الشيخان عن أبي موسى مرفوعًا قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصابوا طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل ما فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل ما لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)).
وكتب السنة -والحمد لله- كثيرة جدًّا، ولكن ينبغي للداعية أن يقدم منها ما هو الأهم منها: كالكتب الستة، ومسند الدارمي، وموطأ مالك، ومسند أحمد -رضي الله عنهم أجمعين- وثمَّت كتب أخرى متخصصة هدفها تجميع نوع معين من الأحاديث كأحاديث الأدعية، والأذكار وما يتعلق بها كـ (الأذكار للنووي) و (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهناك أحاديث الآداب والفضائل وما يتعلق بها كـ (الأدب المفرد) للبخاري، و (شعب الإيمان) للبيهقي، و (رياض الصالحين) للنووي، وهناك كتب جمعت الأحاديث التي تضمن الترغيب والترهيب، وكتاب الحافظ المنذري، وهناك كتب جمعت أحاديث الأحكام الفقهية كـ (عمدة الأحكام) للمقدسي، و (الإلمام) لابن دقيق العيد، وغير ذلك.
وإلى جانب هذه الأنواع من الكتب توجد الشروح وهي كتب جد نافعة، ولا يستغني عنها داعية ففيها من الفوائد الحديثية والفقهية والأصولية واللغوية والأدبية والتاريخية والأخلاقية ما لا يزهد فيه ذو عقل، فهي مفاتيح لمن أراد أن يفتح مغاليق ما أُشكل من الأحاديث أو بدا تعارضه في الظاهر، وهي مصابيح تنير الطريق لمن يريد معرفة ما تضمنه الأحاديث من أحكام وآداب وتشريع