الانحراف والتحريف، وسوء التأويل لآيات الكتاب، وحملها على معان تُخرجها عما أرادها الله بها، وهذا نوع من التحريف الذي ذمَّ الله عليه أهل الكتاب، فقد حرفوا كتبهم لفظيًّا بالزيادة والنقصان، ومعنويًّا بسوء التأويل.
أما القرآن؛ فهو محفوظ بفضل الله في الصدور والمصاحف لا سبيل إلى تحريفه تحريفًا لفظيًّا، ولكن قد يدخل في تفسيره سوء التأويل وهو التحريف المعنوي، فليكن الداعية من ذلك على حذر، كما أن على الداعية أن يبتعد عن اتباع المتشابهات، وعليه بالمحكمات، فإن الله سبحانه ذمَّ الذين تركوا المحكمات واتبعوا المتشابهات قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (آل عمران: 7).
ومما يلزم الداعية معرفته: علوم القرآن وهي بمثابة مدخل لا بد منه لدراسة القرآن ذاته، وقد أُلفت في علوم القرآن كتب جامعة قديمًا وحديثًا، فمن كتب القدماء (البرهان في علوم القرآن) للزركشي، و (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، ومن الكتب الحديثة (مناهل العرفان في علوم القرآن) للزرقاني، و (مباحث في علوم القرآن) للدكتور صبحي الصالح، والشيخ مناع القطان، وكثير غيرها مما أُلّف لطلاب الكليات الإسلامية، كما أُلفت كتب قديمة وحديثة في بعض أنواع من علوم القرآن مثل الكتب التي تبحث في إعجاز القرآن وما يتعلق بالتفسير، مثل رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير، ونحو ذلك.