الرضا والاستحسان أظهر في الدلالة على جواز الفعل من مجرد سكوته صلى الله عليه وسلم.
ويلاحظ هنا أن إباحة الفعل المستفادة من سكوت النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تعني أن الفعل لا يكون إلا جائزًا فقط، فقد يكون الفعل واجبًا بدليل آخر وعلى هذا فمجرد سكوت النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يفيد أكثر من إباحة الفعل، وقد يستفيد الفعل صفة الوجوب أو الندب من دليل آخر، هذه هي أقسام السنة من حيث ماهيتها أي: ذاتها تنقسم إلى سنة قولية وفعلية وتقريرية.
أما أنواع السنة من حيث ورودها إلينا أي: من حيث روايتها وهو ما يُعبَّر عنه بسند السنة، فإنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: سنة متواترة وسنة مشهورة وسنة آحاد، وهذا التقسيم عند الحنفية متواترة ومشهورة وآحاد، أما جمهور العلماء أو المحدثين؛ فالسنة عندهم قسمان: متواترة وآحاد؛ لأن المشهورة عند الجمهور هي من نوع الآحاد ولا يجعلونها قسمًا قائمًا بنفسه كما يفعل الحنفية.
أولًا: السنة متواترة: ويمكن تعريفها بأنها التي رواها جمع كثير تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب، أو وقوعه منهم من غير قصد التواطؤ عن جمع مثلهم، حتى يصل المنقول إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، ويكون مستند علمهم بالأمر المنقول عنه -صلى الله عليه وسلم- المشاهدة أو السماع.
وهذا التعريف قد تضمن شروط التواتر.
متى يكون الخبر متواترًا؟