يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)).
ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية بعد الإيمان بالله -عز وجل-: الاجتهاد في الطاعات والتقرُّب بها إلى الله -عز وجل-:
فإن الاجتهاد في الطاعة والتقرب بها إلى الله سبحانه من أقوى أسلحة الدُّعاة؛ ذلك لأن للطاعات نورًا ينعكس على وجوههم، وثناء يشيع في حديثهم، ووقارًا وهيبة يدعوان الناس إلى احترامهم وتقديرهم، وأقرب القربات وأعظم الطاعات ما فرضه الله سبحانه على عباده من أنواع العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم يتبع ذلك ما يتطوّع به الناس الدعاة من النوافل، إن الاجتهاد في عبادة الله ابتغاء مرضاة الله يجعل الإنسان ربانيّا يتحرك في طاعة الله ويسكن في مرضات الله ويأكل ليقوى على عبادة الله، فيكون نومه شكرًا وصمته فكرًا وكلامه ذكرًا، في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((قال الله تعالى: من عاد لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدًا بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)) فالمحافظة على الفرائض وأدائها كما أمر الله من أعظم القربات إلى الله سبحانه.