{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم} (إبراهيم: 4) فالواجب على أمة الإسلام الذين أخرجهم الله تعالى للناس أن يبلغوهم دين الله باللسان الذي يفهمونه ثم يعلموهم العربية ليفهموا عن الله ورسوله، وفي ذلك يقول العلامة ابن باز -رحمه الله-: "أما بالنسبة إلى ولاة الأمور ومن لهم القدرة الواسعة فعليه من الواجب أكثر، وعليهم أن يبلغوا الدعوة إلى ما استطاعوا من الأقطار حسب الإمكان بالطرق الممكنة وباللغات الحية التي ينطق بها الناس، يجب أن يبلغوا أمر الله بتلك اللغات، حتى يصل دين الله إلى كل أحد باللغة التي يعرفها، باللغة العربية وبغيرها".

ثانيًا: ويجب على دعاة المسلمين -وقد بلّغوا الكفار الدعوة على وجهها الصحيح- يجب عليهم أن يدحضوا كل حجج الكفار وشبهاتهم حول دينهم الباطل، وكل دين غير الإسلام فهو باطل، قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (الأنبياء: 18) وقال: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} (الأنعام: 149) وقال: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (الفرقان: 33) ومن أجل ذلك أبطل الله تعالى في القرآن كل ما احتجَّ به الكفار على اختلاف عقائدهم في احتجاجهم لدينهم الباطل، فقد ردَّ الله على اليهود مزاعمهم وعلى النصارى ضلالهم وشبههم وعلى مشركي العرب في جميع ما عارضوا به الإسلام، وعلى ما احتجوا به على ما هم عليه من الشرك والضلال في مثل الآيات التي ذكرناها ونحن نتحدث عن أصناف الناس.

ومن الأصول التي يجب على الداعية اتباعها في دعوة الكفار: عرض الدعوة عليهم باللّين والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى، ففي مقام عرض الدعوة على الكفار وإن كانوا من المجرمين العُتاة والجبابرة الطغاة، يجب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015