هذه أصناف المدعوين من الناس أجمعين، على اختلاف جنسهم وعلى اختلاف لونهم وعلى اختلاف أرضهم، والناس كلهم كما بيَّنَّا جعلهم الله -تبارك وتعالى- مسلمين وكافرين، والكافرون منهم المشركون وأهل الكتاب، ومن الناس المنافقون، ولكل صنف من هذه الأصناف أصولٌ يجب على الداعية أن يتبعها في دعوته؛ فللمسلمين أصولٌ في دعوتهم يجب على الداعية أن يتبعها، وللكافرين أصول في الدعوة يجب على الداعية أن يتبعها.
أما الأصول الشرعية في دعوة الكفار إلى الإسلام فمنها:
أولًا: الأصل أن يُدعوا إلى الإسلام، وأن يبدأ الداعية دعوته إلى التوحيد توحيد الله -عز وجل؛ تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن الله -تبارك وتعالى- أول ما بعثه أمره بالدعوة الناس إلى التوحيد، فلبث فيهم عشر سنين ليس معه شيء إلا ((قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا)) وبعد عشر سنين كلَّفه الله -تبارك وتعالى- ومن آمن معه بالصلاة كما هو معلوم، فعلى دعاة المسلمين أن يبدءوا دعوتهم بالدعوة إلى توحيد الله -عز وجل؛ فإن هذا هو أصل الأصول، وعليهم أن يبلغوا هذه الدعوة على وجهها الصحيح بلاغًا يقطع العذر كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم، ولا تقوم الحجة على الناس إلا بهذه الدعوة الصحيحة البينة الظاهرة، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (المائدة: 67)، ويقول سبحانه: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور: 54)، ولا يكون البلاغ مبينًا قاطعًا للعذر إلا إذا فهمه المدعوُّون بأن يبلغهم بلغتهم التي يفهمونها أو يكونوا قادرين على فهم اللغة العربية "لغة القرآن"، فإن الله -تبارك وتعالى- قال: