أولًا: علم الإيمان: فلا بد للداعية أن يُحيط بأركان الإيمان وحقيقته ومسائله ونواقضه، وما يتضمن ذلك من الرد على الملاحدة والدهرين وغيرهم من المخالفين.

وكذلك علم الأخلاق والسلوك والتربية، فيأتي بعد علم الإيمان؛ لأن القرآن المكي اهتمَّ بعد العقيدة بالأخلاق اهتمامًا كبيرًا، فيتعيّن على الداعية أن يحيط علمًا بالأخلاق الفاضلة وأن يتحقق بها عملًا وهديًا وسمتًا، وأن يتعلم كيف يعلّمها ويربي غيره عليها.

كذلك علم الأحكام -أحكام العبادات- وما لا غنى له عنه من الأحكام المعاملات، وما لا يسعَ الداعي جهله من منهاج وطرائق الاستنباط والاستدلال وقواعد الفقه وقضاياه الكلية، كذلك علم السيرة والتاريخ- سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، فيهما البيان لمنهجه العملي في الدعوة إلى الله، فهو -صلى الله عليه وسلم- القدوة وهو فيها الأسوة، ومن سيرته وسيرة أصحابه تؤخذ العبرة.

وتجارب الدعاة وتصرفات العلماء مصدرٌ مهم في أصول الدعوة، على الداعية أن يستفيد من تجارب السابقين، وكذلك عليه أن يستفيد من العلوم المعاصرة الحديثة المستجدة، مثل علوم الإدارة وفنون الاتصال ووسائل التأثير وأساليب الخطاب المناسبة لزمانها ومكانها.

أما نسبة علم أصول الدعوة: فإن نسبة هذا العلم وعلاقته بغيره من العلوم، وارتباطه بغيره من الفنون نسبة دقيقة؛ من حيث إن عناصر هذا العلم مشتقة من أصول علوم إسلامية مختلفة، فالداعي إلى الله الدارس لهذا العلم ينبغي له أن يتمكن من معرفة صحيحة بالمسائل الاعتقادية، وأن يكون له إلمام وافٍ بالأحكام الشرعية العملية وطرائق استنباطها وأصول الاجتهاد والفقه الدعوي، فلا غنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015