يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (البقرة: 272) فالدعاة حين يقومون بواجب الدعوة إلى الله -عز وجل- إنما يقيمون الحجة لله على مدعوين، ويعذرون أنفسهم من الله -عز وجل، وبعد ذلك يرجون هداية المدعوين ويرجون دخولهم في دين الله أفواجًا، فإذا قاموا بواجب الدعوة فقد أصابوا هدفين من هذه الثلاثة؛ أقاموا حجة الله عل العباد، وأعذروا أنفسهم من الله -عز وجل- فإن لم يهتدِ المدعوون فحسبهم أن أصابوا هدفين من الثلاثة، وإن قبل المدعوين دعوتهم فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

فضائل علم أصول الدعوة

وفضل هذا العلم عظيم، علم أصول الدعوة فضائله تجلّ عن الحصر وتفوق عن العد؛ فإن له ما للقيام من الدعوة من فضائل؛ لأنه بتعلم علمه يحصل المتعلم عميم الأجر وجزيل الفضل، فأجور الدعاة مضاعفة أبدًا، والدعاة الفقهاء بأصول الدعوة يترقون في مقامات الأنبياء تعلمًا وتعليمًا، قائمين على حدود الله يحفظون الدين من الوَهن ويجددون أركانه ويرعون سفينة المجتمع أن تغرق في بحار الشهوات والشبهات، وبتعلم أصول الدعوة يتوصل إلى تحقيق الحكمة الدعوية المأمور بها قرآنًا وسنة وتتحقق البصيرة بسبيل الدعوة وأساليبها ووسائلها، ويتوصل إلى أحكام الله تعالى في النوازل الملمة ومناهج التغيير ووسائله ومسائله المستجدّة، فإذا كان الدعاة ورثة الأنبياء في التزكية والبلاغ فإن الدعاة العلماء في الذروة من هذه المنزلة.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: "إن أفضل منازل الخلق عند الله منزلة الرسالة والنبوة، فالله يصطفي من الملائكة رسلًا ومن الناس"، فكيف لا يكون أفضل الخلق عند الله من جعلهم وسائط بينه وبين عباده في تبليغ رسالاته وتعريف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015