المنكر، قال الله تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: 25)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((مثلُ القائم في حدود والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فكان بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أن خرقنا في نصيبنا خرقًا فلم نؤذِ من فوقنا)) قال -صلى الله عليه وسلم-: ((فلو تركوهم وما أردوا لهلكوا جميعًا ولو أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وترك أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم. كما أنه لا يجوز للداعية أن يقعد عن القيام بواجب الدعوة والتبليغ؛ لأن الناس لم يستجيبوا له ولم يقبلوا دعوته ولم يهتدوا بهديه؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (القصص: 56)، وقال سبحانه: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ