ولهذا العلم علم أصول الدعوة أسماء، ومعلوم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى غالبًا.

ومن أشهر الأسماء المعاصرة لهذا العلم علم الدعوة، وهذا الاسم هو أعم أسماء هذا العلم وأوسعها وأشملها وأكثرها تناولًا واستعمالًا وباسمه صنف كتب كثيرة من أهمها على سبيل المثال (المدخل إلى علم الدعوة) لفضيلة الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني؛ حيث عرَّف هذا العلم بقوله: هو مجموعة القواعد والأصول التي يتوصَّل بها إلى تبليغ الإسلام للناس وتعليمه وتطبيقه. وعلى هذا الاسم علم الدعوة درج كثيرٌ من الكُتَّاب والدعاة المعاصرين.

ومن أسماء هذا العلم اسم أصول الدعوة، وهو الاسم الذي اخترناه واعتمدناه في بحثنا هذا تعريفًا واصطلاحًا لقبيًّا لهذا العلم، فتدخل أدلة الدعوة ومصادرها وأركانها دخولًا أوليًّا، ثم يمتدّ نطاق هذا المصطلح ليشمل أحكامًا وآدابًا تتعلّق بالدعوة في وسائلها ونوازلها المتصلة بقضية البلاغ، وصنيع من كتب في أصول الدعوة من العلماء والدعاة يُوحي بهذا المعنى الواسع، كما في كتاب (أصول الدعوة) لفضيلة الدكتور عبد الكريم زيدان؛ حيث شمل كتابه كثيرًا مما يتصل بأصول الدعوة وموضوعها ووسائلها وآدابها، وما يتصل بالداعي والمدعوين من مسائل وإن خلا الكتاب عن تعريف اصطلاحي دقيق لهذا العلم.

ومن أسماء هذا العلم اسم مناهج الدعوة، وهذا اصطلاح يتناول خُطَّة الدعوة ونظمها، وقد يتوسع في مفهومه فيتناول الأهداف والأصول والقواعد، كما فعل فضيلة الأستاذ محمد سرور زين العابدين في كتابه (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله)؛ حيث عن قال عن مقصوده من هذا المصطلح: قصدت الأصول والأهداف التي كانت تجمع بين أنبياء الله جميعًا، وهذا الذي يعنيه كثير من الكتاب في عصرنا، وعلى أية حال، فقد قيل: لا مشاحة في الاصطلاحات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015