ومن أسماء هذا العلم فقه الدعوة، وهذا الاسم من أشمل هذه الأسماء وباسمه صنفت كتب كثيرة من أهمها (فقه الدعوة إلى الله) لفضيلة الدكتور علي عبد الحليم محمود.
ومن الجدير بالذكر أن أبواب هذا العلم قد أفردت بالتصنيف بل وأُفردت بالدراسة على أنها علوم مستقلة، في كلية الدعوة وأقسامها بجامعات العالم الإسلامي اليوم.
أما حكم تعلم هذا العلم، علم أصول الدعوة فنقول: إن حكم تعلم هذا العلم ينبني على حكم الدعوة نفسها، فإذا عرفنا حكم الدعوة عرفنا حكم تعلم أصولها، ومن أنعم النظر علم أن الدعوة إلى الله حياة الأديان، وأنه ما قام دينٌ ولا انتشر إلا بالدعوة، ولا تداعت أركان ملة بعد قيامها وتلاشت إلا بترك الدعوة والتعليم والتذكير، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: إذا كانت الدعوة أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، ولا بد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حدّ يصل إليه السعي.
وقد اتفق العلماء في الجملة على وجوب الدعوة إلى الله وذلك لعموم قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} (النحل: 125) وقوله سبحانه: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} (الحج: 67)، لكنهم اختلفوا في هذا الواجب: هل هو واجب عيني أو واجب كفائي؟ يعني: هل الدعوة إلى الله فرض عين فيجب على كل مسلم أن يكون داعية، أم هي فرض كفاية؟
ولكل فريق أدلته: فمنهم من ذهب إلى أنها فرض عين ومنهم من ذهب إلى أنها فرض كفاية، وقد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بين القولين فقال: وكل واحد من الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به